السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أحبـتي في وارفات الأدب والخواطر..,,
لهمـسات النفس البشرية ونزفها .. دوافع إنسانيةٍ شفافة، تصيب فضول بعض العقول التي
تشبثت بدهشتها و حارت في جمالها..
إن أسباب الكتابة الشعرية أو النثرية تتعدد ولا تحصى.. وحيث إنّنا عرّجـنا على ضوابطها..
فقد نستطيع تعميم الأسباب في ثلاثِ نقاطٍ أساسية تقريباً :
(1)- تجارب حياتية واقعيـة بحتة يتعرّض لها الكاتب شخصياً:
و يعتبر هذا السبب من أكثر العوامل التي تدفع الكاتب للكتابة. و هذه التجارب قد تكون في
مضمونها ملونة بعواطف مختلفة ومتنوعـة .. ولكننا نجدها في غالب الأحيان حزيـنة .. تدعو
الكاتب إلى تفريغ هذه الشحنـة العاطفية على شكل حروفٍ أبجدية صادقـةٌ جداً في باطنها ..
تـُقرأ .. فتدخـل القلب من "النافـذة" !
وتوجـد فئـة من أصحاب هذه النثريات أو النصوص.. من كانت حديثة العهـد بهذا التفريغ.. قد
لا يجيدون كتابة الخواطر بشكلٍ فعليّ .. ولكنك تستطيع مـلاحـظة مدى رقـةِ وشفافيةِ
كتاباتهم.. مما يجعل هذه الخواطر غنيةً بالأحاسيس العذبـة رغم فقر تضاريسها.
أما أصحاب التجارب الطويلة في كتابة الخواطر والذين يكتبون أيضاً عن تجارب شخصيةٍ
خاضوها .. بغضّ النظر عن عاطفة هذه الخواطر والنصوص ( سعيدة – حزينة – متأمـلة ..
الخ ) فهم بـلا شـك.. من تسترقُ منهم الجمالية إلهام الذائقة و فتنـة الإحساس .. حيث إن التوفيق
بين الإحساس و المهـارة اللغوية ينحـت تمثال الجمال في الحروف ويصقلـه بتفاصيلٍ أخاذة ..
تسلب الألباب..
وبين الفئة والفئة .. يكمـن السحر الخالص .. حيث أن التجارب الشخصية -كما أسلفنا- تـُعـَـدّ
من أقوى عوامل إنجـاح الخاطرة المنثورة أو القصيدة الشعرية .. وهي الوحيدة القادرة على
تحجيمِ كمّ الجمال والرقي والشفافية التي يتميز بها الكاتب ..
(2) - تجارب واقعيـة يتعرّض لها أشخاص متواجدون في مدارات الكاتب:
وهنـا .. قد يكون الكاتب غير مرتبط بهؤلاء الأشخـاص بشكلٍ مباشر .. فهو يشاهدهم أو
يسمع عنـهم ..فيأتي التأثـر من جهـةٍ واحـدة .. تحدها الظروف المحيطة بالتجربة و موقف
الكاتب منها.. مؤيد .. معارض .. متعاطف ...إلخ
وهذا العامـل يدفـع الكاتب للكتابـة غالباً عند التعاطـف الحسـي مع المواقف التي تدور حولـه..
ويبدأ في تسطير ذاته من خلال تجارب الغير .. و غالباً ما ينتحل شخصية المعنيين بالتجربة
في كتاباته حتى يتفاعل مع الخاطرة او النص الشعري بروحانية .. وإلهـام شخصي يزين بها
نصوصـه من غير قصدٍ واضح ( في معظم الأحيان) بمـلامحـه كإنسان..
أمـا السـبب الثالـث والأخير ...فهـو :
(3) - تجـارب واقعة في العالمـ الذي يتواجد فيه الكاتب .. بشكلٍ عامـ:
يرى الكثيرين ضرورة دمج السبب الثاني بالثالث .. لتقارب الحالـة التي يعايشها الكاتب قبل
الكتابة .. ولكنه هنـا يواجـه نطاق اوسع قد تؤثر فيه عدة عوامـل .. وتصقله وجهات نظر
مختلفة .. يلعب كلٌ منها دوره في عقل الكاتب .. وقد تؤثر هذه العوامل جميعها لتشكل نظرة
الكاتب لموقفٍ ما أو حدثٍ ما يعايشه العالم الخارجي .. فمثـلاً: النصوص الشعرية أو النثرية
الوطنية تشكل مجالاً مهماً في مخيلة الكاتب وعمـق تكوينه .. فهذه النزعـة الوطنية ولدت منذ
أمدٍ بعيد.. ولكنها تخرج عن نطاق الخصوصية الفرديـة إلى نطاقٍ أوسع كالمجتمع مثلاً أو
العرق أو الإنسانية.
وهذا النوع من الكتابـة .. ناجحٌ في كل أحواله.. حيث أنه يستدعي العواطف الإنسانية بشكلٍ
عام.. ويلقى فيه المتلقي نفسه .. بشكلٍ أو بآخر
منقول